الأربعاء، 17 يونيو 2015

ان لابنــــك عليك حق

كل شخص يهتم بأمر سيارته يقوم بعمل صيانة دورية لها. يطمئن على سلامة محركها ويعاين زيتها ومكابحها. يتفقد إطاراتها. وكلما حرص على صيانة هذه السيارة استمرت في عطائها وأدائها كما يتمنى وأكثر. يمارس كل منا هذا الدور حتى تبقى سيارته معه أكبر قدر من السنوات دون أن تئن وتتوجع وتحتضر ثم تقف هذه الآلة ونعاني أجمعين.
يعتني الكثير منا بالسيارة بإخلاص وجدية. لكن هل سألنا أنفسنا هل نقوم بدور مشابه مع من هم أعظم وأغلى وأثمن في حياتنا وهم أحبتنا: آباؤنا وزوجاتنا وأبناؤنا وإخواننا. هل نقوم بعمل صيانة دورية لأرواحهم ومعنوياتهم ونفسياتهم؟ هل نختلي بهم ونتحدث معهم ونطمئن على حياتهم ومشاريعهم وصحتهم. هذه النقاشات الحميمية بوسعها أن تجنبنا انفجارات ومشكلات وأزمات كبيرة. كل روح من هؤلاء تحتاج إلى صيانة دورية. كل شخص يحتاج إلى اهتمام ورعاية وحوار خاص بيننا وبينهم بين الحين والآخر.




دخل الطفل على والده الذي أنهكه العمل


 فمن الصباح إلى المساء وهو يتابع مشاريعه ومقاولاته

 فليس عنده وقت للمكوث في البيت إلا للأكل أو النوم.

قال الطفل لماذا يا أبي لم تعد تلعب معي وتقول لي قصة


فقد اشتقت لقصصك واللعب معك فما رأيك أن تلعب معي اليوم

قليلاً وتحكي لي قصة؟

الأب ياولدي  لم يعد عندي وقت للّعب وضياع الوقت فعندي من 

الأعمال الشيء الكثير ووقتي ثمين

.
قال الطفل أعطني فقط ساعة من وقتك فأنا مشتاق لك يا أبي.


الأب يا ولدي الحبيب أنا أعمل وأكدح من أجلكم  والساعة التي 

تريدني أن أقضيها معك أستطيع أنأكسب فيها ما لا يقل عن 100 

ريال فليس لدي وقت لأضيعه معك هيا اذهب إلي أمكواطلب منها ان 

تلعب معك وتحكي لك قصة .



تمضي الأيام و يزداد انشغال الأب باعماله ولا ينتبه لابنه  


وفي إحدى الأيام يرى الطفل باب المكتب مفتوح فيدخل على

أبيه ويقول له  أعطني يا أبي خمسة ريالات.

فيسأله الأب  لماذا؟

 فأنا أعطيك كل يوم مصروف (5)ريالات للفسحة 

 ماذا تصنع بها؟ هيا أغرب عن وجهي لن أعطيك الآن شيئاً.

يذهب الابن وهو حزين, ويجلس الأب يفكر في ما فعله مع أبنه


ويقرر أن يذهب إلى غرفته لكي يراضيه ويعطيه الـخمسة ريالات.

فرح الطفل بهذه الريالات فرحاً عظيماً حيث توجه إلى سريره ورفع 

وسادته وجمع النقود التي تحتهاوبدأ يرتبها!








عندها تساءل الأب في دهشة قائلاً:

كيف تسألني ان اعطيك خمسة ريالات وعندك كل هذه النقود؟

الطفل كنت أجمع ما تعطيني للفسحة ولم يبق إلا خمس ريالات 

لتكتمل المائة والآن خذ يا أبي هذه المائة ريال وأعطني ساعة من 

وقتك؟

بر ابنك كي تكافئ بالمثل


لن نستطيع أن نحافظ على أحبتنا وهم مكاسبنا الحقيقية في هذه الحياة سوى عبر تخصيص وقت مخصص  لهم واللعب معهم. والوقوف على مشاكلهم ومحاولة علاجها.
https://www.facebook.com/readpages

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق