الخميس، 21 يونيو 2012

تُعلمنا الحياة كثيراً ...أكثر مما تُعلمنا المدرسة ويُلقننا أهلنا


تُعلمنا الحياة كثيراً ...أكثر مما تُعلمنا المدرسة ويُلقننا أهلنا



ففي الحياة نرى سجالا دائما يستنبط منه اللبيب الذكي فهماً أعمق للحياة وقوانينها، ربما لا تكون كل دروسها صحيحة مائه بالمائة، لكن الاجتهاد في الفهم يجعلنا أكثر قرباً للصواب والحقيقة .




وفي الحب تخبرنا الحياة بدروس مهمة،

نغفلها للأسف ونحن مشدودين أمام (مهند وكريم) أو نتمايل كالمجانين على أنغام ( عمرو وتامر) .
نهمل الدروس الحقيقية لحساب دروس اخرى غارقة في وهم المثالية والأحلام ..




من هذه الدروس أحب أن أضع بين يديك ما يلي :


1- الرومانسية الحالمة لا تصنع وحدها سعادتنا الزوجية، الرومانسية المنضبطة هي التي تفعل ذلك، الرومانسية التي تستمد من العقل عمقاً واتزاناً هي التي تجعلنا نستمتع دون تطرف، نُحب دون اشتراط المثالية والصواب دائما، نتعامل مع الحياة بأخطائها ومشاكلها بشيء من المرونة والحكمة، واليقين بأن القادم أفضل دائماً .. بأيدينا وجهدناً والتزامناً تجاه بعضنا البعض .

تؤكد أحد الابحاث على أن الحب الرومانسي الحالم قبل الزواج يتحول بنسبة 33% إلى زواج هادئ عادي جدا بعد ثلاث سنوات، و50% يتحول إلى فتور وعدم اكتراث هو أقرب للروتين منه للحب في مبتدأه، بينما نسبة 16% تتحول إلى عداء وبغض ومشاكسة .

وهذه النسبة حتى وإن لم نقبلها وعارضناها إلا أن الواقع يؤكد أن الحب الحقيقي هو الحب الذي يقوم على القبول العقلي، والوعي والنضج، وتقديس العلاقة واحترام أركانها .

2- في أوقات كثيرة وكي يستمر الزواج يجب أن نوجه وبقوة ضوء النقد إلى داخلنا، ونتهم أنفسنا، ونراجع ذواتنا .

ذلك أن التجربة أثبتت أن أحد أخطر ما في الزواج أن يكشف حقيقتنا، يعرينا، يضعنا أمام شخص ـ مع ما يكنه لنا من حب ـ إلا أنه غريب عن معايشتنا، يستطيع بسهولة وضع اصبعه على أخطائنا وتركيز الضوء عليها، الزواج يكشفنا فعلا، ينير حياتنا الشخصية، والشريك الذي الفطن هو الذي يتقبل أي توجيه أو نقد أو ملاحظة من شريكه، فيعمد إلى تصحيح بعض سلوكياته وتعديلها، إننا عزيزي الزوج عزيزتي الزوجة يجب أن نعي أن أحد التحديات الحقيقية لنا عندما نتزوج أن نسمح له بأن يغيرنا للأفضل في بعض الأمور والقناعات والسلوكيات، ويتقبلنا كما نحن في البعض الآخر، لذا وجب علينا ان نكون أكثر تسامحا وهدوءا وإيجابية تجاه محاولات النقد والتوجية من الطرف الآخر .



3- لا يجب أن نضطرب في بداية حياتنا الزوجية من عدم التفاهم التام، يجب أن نعي أن هناك ثمة مرحلة من التعرف على شريك الحياة، من التجريب، من الوقوع في الأخطاء، من التصادم، هذه المرحلة يمكن ان تزيدنا حباً إذا ما تعاملنا معها بمنطقية وعقل شديدين، وتدمر حياتنا تماماً ذا تعاملنا معها بحساسية واضطراب، واتخذناها معياراً على هشاشاة الحب أو سوء الاختيار .

التجربة تؤكد أن الذكاء يستدعي أن نتعلم من أخطائنا، لأنه من المستحيل تجنبها، وأن يكون الهدوء وتقبل الاختلاف والخلاف في بداية الزواج دون التمرد عليه أو رفضه أو ترجمته ترجمة خاطئة هو سبيلنا لدوام العِشرة الطيبة، والحب الدائم. 




4- عندما نُحب نصنع من المحبوب شخصاً مثاليا أقرب للملاك منه من بني البشر، وعندما نتزوج تنكشف الصورة عن شخصية المحبوب الحقيقية بكل نقائصه وعيوبه، يجب أن نعي أن المثالية لا وجود لها في دنيانا، وأننا بحاجة إلى تقبل الصورة الطبيعية الحقيقية، ونكتشف مكامن أخرى للجمال والروعة في شخصية وسلوك شريك الحياة، ثم ننميها من خلال الثناء الدائم، وغض الطرف عن الهفوات والزلات .

5- لم أرى كالنقد المستمر مدعاة للشقاء الدائم، ذلك أن النظر إلى شريك الحياة بنظارة سوداء تحيل كل ميزة إلى عيب، وتُكبر الخطأ وتصوب الاضواء عليه مدعاة للتعاسة والتوتر .

6- المقارنة كفيلة بصنع جُرح في قلب شريك حياتك لا يندمل، احذر هذا جيداً، إياك أن تقارن بين حبيبك وبين أي شخص آخر قريباً كان أو بعيدا .
كذلك لا تقارن بين حالك وحال الآخرين، ففضل الله يؤتيه من يشاء، كما أننا يمكننا ملاحظة الوجوه المبتسمة لكننا لا نستطيع أن نجزم أن قلوبهم تؤمن على هذه الابتسامة وتُصدقها أم أنها حزينة منكسرة، احمد ربك دائما وتمن الخير لنفسك والآخرين .






7- لا شك أن المال عنصراً هاما من عناصر الحياة الكريمة، لكنه ليس وحده كل المعادلة، السعادة والراحة تحتاج لتحققهما إلى إعطاء كل ذي حق حقه، فبجانب تعبك وسعيك ومجهودك اليومي أنت بحاجة أن تروي عطش شريك حياتك العاطفي والنفسي، أن تكون قريباً منه، لا بد أن يشعر بأنه أهم ما في حياتك، ولا تتحجج بأن جني المال هو في الأخير لها، فمالا يعلمه الرجال أن قليل من المقال مع الكثير من الحب يروي ويُشبع .



8- السعادة الزوجية ليست منحة أو عطية وإنما هي كسب يدك، نتيجة عملك، وكلما كنت مجتهداً حريصاً في صنع ما يُبهج حياتك كلما كانت أسباب السعادة أقرب منك، وأسرارها في متناول يدك .

9- المرأة تحب كلام الغزل لا تمله أبداَ، وكلمة أحبك لا تفقد بريقها ولا جوهرها من كثرة ترديدها كما يظن الرجال، بل يزيد ترديدها من بهائها ورونقها .

10- ادع الله أن يديم الحب، الدعاء شيء جوهري في الازدياد من كل خير، ومن حُرم الدعاء فقد حُرم خيراً كثيرا ..


ـ تلك عشرة كاملة، تدبرها ملياً، ومن حُسن الفطن إرفاق جميل القول بحُسن العمل، فهذا أوفق للتميز والارتقاء .. والسعادة . 

كــريــــم الشـــاذلـــي

الاثنين، 18 يونيو 2012

معلومات علمية تستحق ان نتوقف عندها بتدبر




ربما تكون مثلي لا تحب الكلام العلمي الجاف، لكن ما سأنقله لك الآن



معلومات علمية تستحق أن نتوقف عندها بتدبر .
سأصحبك معي كي نتأمل كيف أثبت العلم أن أفعالنا الحياتية، يحركها ـ في الغالب ـ تركيبنا النفسي والجسماني ! .

عقولنا البريئة !.

دائما ما نحتار نحن الرجال من عقلية زوجاتنا، نظن أنهن خلقوا بشكل مختلف عنا، الغريب أننا بصدد تأكيد هذه المعلومة!،

فعقل المرأة يضم عدد أكبر من الأجسام الصلبة، ومن مجموعات الأعصاب التي تصل بين فصي الدماغ الأيمن والأيسر، هذا الاتصال الذي يقيم التواصل بين الجزئين، يقل بنسبة 25% لدى الرجال، ما الذي تعنيه هذه المعلومة !؟.

يؤكد العلماء أن هذه المعلومة تفسر براعة النساء في الربط والتواصل بين المشاعر والأفكار، فالمرأة تعبر عما يجول في ذهنها بسرعة رهيبة، وكأنها تفكر وهي تتحدث!،

بينما الرجل يجب أن يتوقف لوقت أكبر قبل أن يتحدث .
هكذا ندرك لماذا تستطيع المرأة أن تستمع إليك وهي ترضع الصغير، وترد على الهاتف في نفس الوقت .

ويبرر هذا لزوجاتنا لماذا ننفجر غاضبين عندما يتوجهون إلينا بحديث ونحن نتابع مباراة، أو نقوم بعمل ما .

الرجال يركزوا على شيء واحد، سواء عند التفكير، أو القيام بعمل ما .

عقل الرجل أحادي التركيز، بينما المرأة متشعبة يستطيع عقلها أن يؤدي أكثر من مهمة في وقت واحد .

يذهب جون جراي إلى تسليط الضوء على شيء في غاية الأهمية فيقول : هذا الاختلاف في هيكلة الدماغ بين الرجل والمرأة يعمل عمله في التخفيف من حدة الضغوط،

فاصبح من السهل أن ينفصل الرجل عن الجزء الأيسر من دماغه "الجاد والمسؤال" وينعم بفترة راحة وتجديد، بمعنى أنه قادر على سحب ذهنه بعيداً عن المشكلة أو الضغط العصبي،

ويذهب لمشاهدة التلفاز أو القيام بهواية ما، فهو ينتقل من استخدام الجزء الأيسر الخاص بالتحليل والمنطق والتفكير العملي،

إلى الجزء الأيمن الخاص بالمشاعر والأحاسيس، فيبتعد عما أهمه وأتعبه .

ولا تستطيع المرأة أن تنعم بتلك الميزة، حيث الأنسجة الكثيفة الموصلة بين فصي الدماغ لا يتيحان لها انفصالا سهلا، وتظل مرتبطة بالجانبين مهما حاولت التفريق بينهما .

هذا يجعلنا مدركين لماذا تتحدث المرأة عن جارتها البدينة التي تحيك ضدها المؤامرات، رغم محاولاتك معها بأن تترك الموضوع للغد، أو لحين الانتهاء من امتحانات الأبناء .

وسيجعل المرأة تدرك أن ممارسة زوجها لرياضة الركض، أو لعب الشطرنج، أو قراءة الجريدة، أبدا لا تدلل على استمتاعه وعدم مبالاته، وإنما وسيلة للخروج قليلا من جو الضغوط العاصف .

ذات يوم .. صمتت امرأة ! .

النساء تتكلم كثيرا، هذا أمر لن يحتاج منا إلى جهد لتأكيده، لكني سأقوم بدوري وأخبركم لماذا يجب ألا نحلم بعالم تلتزم فيه النساء الصمت .

العلم يؤكد أن هناك جزءان في المخ، مركز بوركا في الفص الأمامي ومركز فيرنكه في الفص السفلي يرتبطان باللغة، وهما أكبر حجما لدى المرأة، الباحثون حددوا ستة أو سبعة مراكز للغة في فصي الدماغ لدى المرأة،

بينما بالنسبة للرجل تتركز اللغة في الفص الأيسر فحسب، ولذلك وبناء على وجود مراكز لغوية أقل عددا عند الرجل لذا طبيعي أن يجد نفسه أقل ميلا للتعبير والكلام .

إننا معشر الرجال دائما ما نربط بين الثرثرة والنساء، وأنتن معشر النساء بين الخرس والرجال!، والعلم ها هو يؤكد ظنوننا ..! .

لا تنسى أنها لا تنسى ..!

يجب أن يعي الرجل أن ذاكرة المرأة أقوى وأكثر نشاطاً خاصة فيما يتعلق بالمشاعر والعواطف، إنها قادرة على استدعاء الذكريات وبتفاصيل مدهشة، خاصة عندما تتعرض للضغوط .

عندما تخاصم امرأة فتذكر أنها لا تنسى تلك الإهانات التي تطال مشاعرها، وستسترجع تلك الذكريات طال الزمان أم قصر .

كذلك فإنها قادرة على استدعاء تلك اللحظات الشاعرية الرومانسية التي قضتها بين يدي من تحب وبسهولة، ويحزنها كثيرا أن ترى النسيان قد طال تلك اللحظات في ذهن زوجها .

لا تدرك الزوجة أن زوجها لا يمتلك تلك الذاكرة الحديدية التي تؤهله لتذكر تاريخ أول قبلة طبعها على جبينها، أو أول وردة أهداها إياها، ولو وعت هذه الحقيقة لشعرت بامتنان حقيقي أنه يتذكر يوم زواجهما !.


يوما ما سيأتي الشاطر حسن ..!

غريب أمر النساء، ما من إحداهن إلا وحلمت بالفارس الذي يمتطي صهوة جواده الأبيض، محاربا العالم بأسره كي يفوز بقلبها .

كل واحدة منهن ارتدت ثوب سندريلا، وتركت فردة حذائها خلفها، ورقصت بين يدي أميرها الذي تركهن جميعا من أجلها .

كل النساء ( ست الحسن)، وكلهن انتظرن الشاطر حسن ..!

العلم يبرر إنتظار النساء للشاطر حسن بقوله : إن النساء تقدر المشاعر والرومانسية، إن مشاعرهن أعمق مما يظن الرجال،
وذلك لأن الجزء الحوفي من الدماغ،

والذي يحتوي على الهيبوثالامس والهيبوكمبوس،هو مركز الإنفعالات والمشاعر، وهو أكبر حجما لدى المرأة من الرجل،

مما يجعلها أكثر اتصالا بمشاعرها، ويرى الباحثون أن هذا التطور الأكبر لهذا الجزء من المخ يضع المرأة تحت حكم المشاعر،

مما يجعلها أكثر ميلا للاكتئاب في حالات الضغوط، ويجعلها تشعر بإشباع عاطفي كبير في حالة الحب والرضا العاطفي .


المرأة في حالة الرضا عن حالتها العاطفية، تشع سعادة وحبور وإشراق وتصبغ حياة زوجها بفرشاة التفاؤل والسعادة، مما يجعله سعيدا، لرضاه عن قدرته على إسعادها .



من كل ما ذكرناه نستطيع أن نقول بأن الاختلاف بيننا شيء أملته الفطرة والطبيعة، وبأننا إذا ما أحببنا أن ننعم بحياة هانئة رومانسية أن نتفهم تلك الاختلافات، ونتفاعل معها بشكل منضبط وواع، دون اللجوء إلى التشنج والعصبية والمشاعر السلبية .


كريم الشاذلي

الأحد، 17 يونيو 2012

فن الاقناع





الاقناع : هو حثّ الآخرين على فهم وتأييد وجهة نظرك ، و كسبهم الى جانبك ، فيما تحاول نقله اليهم من معلومات ،أو حقائق.

فكيف يكون الاقناع
؟ 




لكي يكون الإقناع مؤثرا حقا يجب توافر ثلاثة عناصر : الثقة , المنطق, العاطفة.



- الثقة: بمعنى أن تزرع الثقة فيما تقول في نفسية الطرف الاخر عن طريق لغة الجسد وهيئة ونغمة الصوت والاستعداد الشخصي . و أن تكون واثقاً تماما في صحة ما تريد الإقناع به.. و أن تتأكد بأن كافة نقاطك مدعمّه حتّى تُجيب على كافة الاستفسارات بثبات و عقلانية.

- المنطق : اعرض وجهة نظرك بطريقة منطقية لا مراء فيها . و اجعل حديثك متناسق و منظّم و نقاطك متسلسلة ..تصل بشكل سهل و مفهوم.

- العاطفة : حرك المشاعر في الشخص الاخر ..أقنع الشخص الاخر بأن لديك هدفاً واحدا وهو مساعدته .


و إليك بعض الخطوات التي قد تعينك على امتلاك مهارة إقناع الطرف الآخر

بحيث تستطيع اقناعه بوجهة نظرك دون ان تسبب له جرحا او إحراجا.


1. ابدأ حديثك بالثناء علي الطرف الآخر وإظهار ثقتك في قدراته

2. لابد أن تكون مقتنعا جدا من الفكرة التي تسعى لنشرها . و معرفة موضوع النقاش معرفة دقيقة.

3. ابدأ بنقاط الاتفاق وابتعد عن نطاق الخلاف

4. استخدم ألفاظ الربط للانتقال من فكرة الى اخرى و على سبيل المثال : بما أن ، إذن ، وحينما يكون ،بناء عليه،بالمقارنة،و يترتب على ذلك .. الخ ، فهذه الألفاظ تساهم في تأكيد معنى أو تضيف اليه جديدا أو توضح نتيجة.

5. ترك الجدل العقيم الذي يقود إلى الخصام (لا تجادل)


 6. اعتماد الموضوعية في النقاش


7. التركيز على الأفكار الجوهرية في الموضوع و امتلاك حجج دامغة و براهين لاستمالة أفكار المخاطب

8. انتق عباراتك،و اختر كلماتك،و هذّب ألفاظك .
(و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )قرآن كريم.

وإلا فالصمت خير لك لكي لاتندم على كلمات قد قلتها لحظة غضب



9. اختيار العبارة اللينة الهينة ، والابتعاد عن الشدة و الإرهاب والضغوط وفرض الرأي.

 ( ماكان الرفق في شيء إلا زانه)



10. استخدم لغة الجسد بان تقبل على محدثك و لا تصرف نظرك عنه أو تنشغل بشيء غير كلامه و إن تحدث فأنصت إليه


11. تجنب السخرية.كذلك لا توبّخ ولا تؤنّب و لا تلوم : التأنيب و اللوم يجرح كبرياء الانسان

12. خاطب الناس على قدر عقولهم ،و عواطفهم،و مشاعرهم

13. قدر أفكار محدثك , وأظهر احتراما لها, ولا تقل له أنه مخطئ

14. لاتصر على الفوز بنسبة مائة في المائة : لاتحاول ان تبرهن على صحة موقفك بالكامل وان الطرف الآخر مخطئ تماما في كل مايقول..

=---->و أخيرا تذكّر<----=

إنّ التمهيد الصحيح و التنظيم، و دقة الارقام و الإحصائيات كذلك الإيجاز و الابتعادعن الجدل عوامل مؤثّرة في اقناع الآخر و تجنبك الوصول معه الى النزاع و الخصام

كريم شريف

السبت، 16 يونيو 2012

هــل تشعـر بالارهــاق دائمـــا وبالاحبـاط والعصبية بســرعة ؟




هل تشعر بالإرهاق دائما؟

هل تشعر بالإحباط بسرعة؟

هل تفقد -كثيرا- الرغبة في العمل؟

هل تشعر بالعصبية و الاستثارة بسرعة ؟

هل تفتقد وقت الفراغ ..و لا تجد وقتا كافيا للراحة؟

لو كانت إجابتك على هذه الأسئلة بنعم 

,فأهلا بك في عالم ضغوط العمل.

الاحتراق النفسي burn out

هذا الموضوع ليس للشباب الفاضي الذي لا يجد شيئا يفعله.. بل هو للمشغولين و المهمومين دائما بتحقيق أهدافهم و أحلامهم إلى الدرجة التي يسميها الخبراء : الاحتراق النفسي!كثير من الناس يستنزفون طاقتهم حتى آخر قطرة.. يعودون إلى المنزل في ساعات متأخرة و ينامون قليلا ليستيقظوا و يكرروا نفس الدورة من جديد.
يعتقد البعض أن هذا الأسلوب هو الأسلوب الأمثل للحياة.. فالطالب المجتهد نقول عنه أنه "لا ينام من كتر المذاكرة.." و المدير الناجح هو "اللي بيبات في المكتب!" في حين ان هذه الأنماط ليست مثالية على الإطلاق , فالحقيقة ان هؤلاء أناس لا يعرفون كيف يديرون وقتهم, و إرهاقهم هذا سيجعلهم يحققون نتائج سلبية!هذه النظرة الخاطئة للنجاح تشجع الإنسان على أن يحترق نفسيا في سبيل النجاح في العمل.. دون مراعاة أية عوامل أخرى.

البيضة الذهبية

هل تعرفون قصة الدجاجة التي تبيض ذهبا ؟
في يوم من الأيام , استيقظ أحد المزارعين فوجد أن دجاجته قد باضت بيضة ذهبية.. ففرح جدا و أخذ البيضة إلى السوق ليبيعها...و شعر بالسعادة و هو عائد غلى منزله في نهاية اليوم و معه مبلغ كبير من المال. و في اليوم التالي وجد نفس الشيء قد تكرر.. لقد باضت له الدجاجة بيضة ذهبية اخرى.. و هنا فهم الحقيقة.. هذه الدجاجة تبيض كل يوم بيضة ذهبية. راح المزارع يفكر.. إذا كانت الدجاجة تبيض ذهبا كل يوم, فلماذا لا يذبح الدجاجة و يفتح بطنها, كي يحصل على كل الذهب مرة واحدة؟
و بالطبع لم يجد شيئا و ماتت الدجاجة و خسر كل الذهب!

لا "تحرق" الدجاجة !

يقول د.ستيفن كوفي أن كثير من الناس يقومون بما قام به هذا المزارع.. فأنت –مثلا- حين ترهق جسدك و ذهنك و أعصابك أكثر من اللازم, فأنت بهذا كأنك تذبح الدجاجة التي تبيض لك ذهبا.. من الأفضل أن تنتج كل يوم بيضة ذهبية واحدة بدلا من أن تحاول أن تحصل على الذهب كله اليوم فتموت الدجاجة التي هي ذهنك و أعصابك و صحتك! نمط الحياة اليوم, يشجع و يعلي من قيمة العمل و الاجتهاد و المثابرة.. و كل محاضراتي و كتبي تدعو إلى هذه الفكرة.
لكن كأي نصيحة أخرى, المبالغة تكون ضارة.. فلو نصحتك بأن تكون كريما , فلا تنفق كل مالك على الناس و تقعد عالحديدة .. و لو نصحتك أن تكون شجاعا فلا تلقي بنفسك في قفص الأسود قائلا : أنا جدع !
الموضوع الذي نتكلم عنه هو (الفرامل) التي توقفك قبل أن تتجاوز الحد.. يجب ان تكون ناجحا و مثابرا و ان تخلص في عملك و تضع و تنقذ خططك و التي تقربك من أهدافك........و لكن.. لو كنت منهمكا جدا في العمل إلى الدرجة التي تجعلك لا ترى الأصدقاء و الأقارب و لا تجد وقتا للراحة أو الهواية و بدأت تشعر بالإرهاق الذي يؤهلك للإصابة بقائمة طويلة من الأمراض.. ففكر من جديد!
ان ترى شخصا انهمك في العمل إلى الدرجة التي جعلته بلا أصدقاء.. بلا زواج.. بلا راحة بال أو استمتاع بالحياة.. و هو أكثر عرضة لأمراض القلب و تصلب الشرايين و ضغط الدم و السكر بسبب الضغوط. الأهم من النجاح : أن نتوقف قليلا و نستمتع بهذا النجاح..





و لكي نفعل هذا يمكننا القيام بهذه الافكار البسيطة:

1- غير الاعتقادات السلبية:

هل تؤمن أن الشخص الناجح لابد أن يكون مشغولا جدا؟ ربما تكون هذه الفكرة هي السبب الحقيقي الذي يدفعك لهذا النمط من الحياة.. فقد أقنعت عقلك اللاواعي أن الانشغال الشديد من صفات الشخص الناجح , فاصبح هذا اسلوب حياتك بطريقة لاواعية.. فكلما وجدت نفسك مشغولا جدا, كلما شعرت في داخلك أنك شخص ناجح و أنك تسير في الطريق السليم! غير افكارك السلبية.. و ضع صورة جديدة في مخيلتك لمثلك الأعلى الناجح.. فهو يجد وقتا لكل شيء و مكتبه مرتب و تفكيره منظم و لديه وقت فراغ للاستمتاع بالحياة خارج نطاق العمل.. بالتأكيد ستجد هذا النموذج وسط من تعرفهم أو يمكنك أن تجده.

2- الراحة:

هل تغلق هاتفك المحمول (الخاص بالعمل) في يوم الإجازة؟ من المهم أن تخصص وقتا مقدسا للراحة..وقتا لا تفعل فيه أي شيء و لا تشغل بالك بأية مشاكل.. خصص وقتا كافيا للنوم يوميا و لا تهمل هذا لأنه يؤثر جدا على أداءك طوال اليومي.. مارس التأمل أو اليوجا , و إن كنت لم تقرأ ما كتبناه عنهما في مقالات سابقة, فيكفيك التالي: روق دماغك و ريح بالك و ماتفكرش في أي حاجة خالص! هذا ما يحاول ممارسي اليوجا و التأمل فعله ببساطة.

3- الأكل:

ربما يحدث الارهاق بسرعة لأن العناصر الغذائية غير متوازنة.. يمكنك التنويع في مصادر الغذاء بدلا من الاعتماد فقط على الكربوهيدرات كما نفعل غالبا, كما يمكن الاستعانة بمكملات غذائية (فيتامينات) بعد استشارة الطبيب..لا مانع من هذا أبدًا.

4- التفكير:

لا تفكر في الاشياء الخارجة عن سيطرتك.. ركز فقط في الجانب الذي عليك إنجازه و دع النتيجة تحدث وحدها بعد ذلك.. مثال: من المهم أن تفكر و تشغل بالك بالامتحان كي يدفعك هذا للمذاكرة بإخلاص.. لكن بعد الامتحان: لماذا تظل قلقا و تفكر في النتيجة ليل نهار؟ لقد أديت الجانب المطلوب منك بالفعل, لكن التفكير بعد الامتحان (أو حتى مراجعة الامتحان) لن يفيدا شيئا! و بالمثل يمكنك أن تفكر كثيرا في المقابلة الشخصية كي تستعد لها.. لكن بعد انتهائها ما فائدة القلق؟ هذا القلق قد يعيق حياتك و يجعلك عاجزا عن التركيز في نشاطات أخرى قد تكون ذات فائدة حقيقية لك لو ركزت فيها. ما أقصده هو: أن تتوقف عن التفكير في الأشياء التي فات أوانها أو التي ليست في يدك.. و ركز فقط في الأشياء التي في إمكانك فعلها... أو بمعنى آخر: اعمل اللي عليك و سيب الباقي على ربنا.

5- إدارة الوقت:

قد يكون وقتش مشحونا طوال الوقت نتيجة لسوء تنظيم الوقت. يمكنك هنا أن تقوم باشياء متعددة منها: 
- للعمل وقت محدد: بعد انتهاء فترة العمل الرسمية لا تسمح لنفسك بالتفكير – مجرد التفكير- في العمل و مشاكله و همومه.. فهذه التفاصيل مكانها في مكتبك فلا تأخذها معك في المنزل. 
- التفويض: لا تقم بكل شيء بنفسك.. هناك من يمكنه أن ينوب عنك في هذا (مثال: فاتورة التليفون ممكن البواب هو اللي يدفعها لو وقتك ضيق!)
- الأولويات: قم بالأهم أولا و الذي يدرّ عليك أكبر نفع ممكن على المدى البعيد.. لا تنشغل بصغائر الأمور التي تعطل وقتك و لن تفيدك كثيرا.
-احذر المقاطعات: كثير من الناس يقاطعونك أثناء العمل أو تجد اتصالات هاتفية غير مهمة تشتت تركيزك.. ضع نظاما واذحا لإبعاد الناس عنك وقت العمل.. و لاحظ أن الذي يكلمك وقت العمل , يفعل هذا لأنه وجدك تشجعه على هذا السلوك, و تترك عملك ببساطة لتتحدث معه.

6- التركيز:

اعرف ما هو هدفك و اسع إليه.. هذه أول خطوة كي تبعد عن نفسك الأنشطة التي تشتتك و تضيع وقتك و لن تصب في اتجاه تحقيق هدفك في النهاية.. فلو كنت تريد أن تكون مديرا ناجحا –مثلا- فلا تضيع وقتك في انشطة وظيفية أخرى تستنزق وقتك وتركيزك و اهتمامك و لن تصل بك إلى هذا الهدف في النهاية.

7- الرفاهية:

متى ذهبت للسنيما آخر مرة ؟ ما هي آخر مسرحية شاهدتها ؟ متى سافرت في إجازة للاستجمام؟ من المهم أن نركز في الرفاهية على عكس ما هو شائع في ثقافتنا من احتقار وسائل التسلية.. و من فضلك لا تقل لي (يا عم محدش معاه فلوس للحاجات دي!) لأن المسرحيات في الهناجر و الأحداث الثقافية و العروض الموسيقية في الساقية و مراكز الثقافة و كذلك المعارض الفنية......إلخ كلها أشياء لن تكلفك الكثير..
لو قررت الاستمتاع بوقتك فهذا ما ستفعله.. حتى و إن كان الجلوس في المنزل و قراءة كتاب لطيف أو مقابلة الأصدقاء و الحديث في كلام فارغ !
يمكننا أن نتكلم كثيرا عن اهمية إدارة الضغوط , بدلا من الاستسلام ببساطة للاحتراق النفسي.

من المهم أن نعرف جيدا أن الأهم من النجاح هو:

الاستمتاع بهذا النجاح.. لأننا نعيش في الدنيا مرة واحدة فقط..

فلماذا لا تكون اروع حياة ممكنة؟ 


د / شريف عرفة

الجمعة، 15 يونيو 2012

سأل أحد الأزواج أحد الحكماء قائلا: كيف أعرف أن زوجتي تحبني ؟



سأل أحد الأزواج أحد الحكماء قائلا: كيف أعرف أن زوجتي تحبني ؟

فأجابه قائلا: إذا فعلت أربعة عشر فعلاً ثق أنها تحبك

فقال الزوج : وما هي تلك الأفعال ؟

فرد الحكيم قائلا:

ـ1-إذا كانت تحب سيرتك وتحب من يحبك

ـ2- إذا لم تغضـــــــب إذا خالفتهـــا الرأي

ـ3- إذا كانت تتأثر بغضبـــــك أو حزنــــــك

ـ4- إذا كانت تحاول دائما خلق مواضيع لتحدثك

ـ5- إذا كانت تستشيرك كلما حاولت الإقدام على فعل أو اتخاذ قرار

ـ6- إذا كانت تبتهج لهديتك مهما كانت بسيطة

ـ7- إذا كانت تحاول التخفيف عنك أو التبرع بالقيام بأحد أعمالك

ـ8- إن كان يقلقها غيابك

ـ9- إذا كانت تحرص على عمل كل ما يرضيك ولا تكرر عمل ما يغضبك

ـ10- إذا كان لايزعجها ضعف دخلك

ـ11- إذا كانت تتحمل الأذى في سبيلك

ـ12- إذا كانت تحاول مشاركتك أفكارك واهتماماتك
وتحاول الدخول إلى عالمك والإهتمام بهواياتك وعملك

ـ13- إذا كانت لاتشعر بالخجل من عملك مهما كان

ـ14- اذا ساعدتك ان تتقرب من الله و تعينك دوما على العبادات و الطاعات
https://www.facebook.com/readpages

الخميس، 14 يونيو 2012

أعط الصباح فرصة


آفة البشر أنهم يفقدون تدريجياً الإحساس بقيمة الأشياء إن هم اعتادوا رؤيتها كل يوم و الرؤية تكون اوضح و اجمل دائماً عن بعد، أما الاقتراب فيطمس أحياناً بعض معالم الصورة التى لا ترى بوضوح إلا من مسافة معقولة، تماماً كما نفعل حين نشاهد لوحة جميلة معلقة على الحائط، فنرجع إلى الخلف بضع خطوات لنستوعب تفاصيلها وصورتها الشاملة. 








أعط الصباح فرصته دائماً يا صديقي لكي يغيَّر الأحوال والظروف التي نشكو منها بجهدنا الدءوب
  فقد نتغير نحن ونصبح أكثر قدرة على تحملها والتوائم معها ...أو ربما نسعد بها أو أن نبدأ منها رحلة التغير 

فإذا كنت من هواة الصباح مثلي ..فقابلني في المساء فوق جسر الأمل .. وسوف تأتي بالضرورة في موعدك لنتحدث في شئوننا .. ونشد أزر بعضنا البعض .. ونتبادل المشاركة والتشجيع . 


أما إذا كنت من هواة الظلام فلسوف تخلف وعدك .. ولن أجدك فوق الجسر في الموعد المحدد .. ولن أندهش لغيابك .. لأن من لا يحرص على نعمة الحياة لا يستحق أن تحرص عليه نعمة الحياة .. ولا عجب في ذلك , فالحياة رغم كل آلامها ومتاعبها " ليست أهلاً للازدراء " كما قال الأديب الروسي العظيم ديستويفسكي ..." واحترام المواعيد " من صفات النبلاء والناجحين في الحياة . 







التدين الصحيح يرقق الطبع ويهذب النفوس ...ويفجر ينابيع الرحمة والعطف عند صاحبه على الإنسان والحيوان وكل الكائنات 


أحد الصوفية كان يتحرج من قتل النمل

خشية أن يكون في ذلك إثم 

ويقول : من يدريني أنها لن تحاجني عند رب العرش 

العظيم بأني قد قتلتها بغياً وعدواناً ..

ورسولنا الكريم دعا لمن سقى كلباً يلهث من 

شدة العطش وقال : في كل ذات كبد رطبة أجر .

فكيف يا رب بمن يقتلون عبادك الآمنين ذوي الأكباد 

البشرية فتنفطر عليهم أكباد ذويهم ؟






الاقتراب الشديد من الجميع قد يغرس أشواكهم فينا ويغرس أشواكنا فيهم والبعد عنهم أيضا يفقدنا الأمان والدفء ويجعل الحياة قاسية ومريرة 

   
لهذا فنحن فى حاجة دائما إلى أن نتلامس مع الآخرين ولكن بغير التصاق شديد يفتح أبواب المتاعب ويحجب الرؤية ويشوَّش السمع لأن القرب الشديد يضيق مدى الرؤية فى حين أن الاقتراب عن بعد أو الابتعاد عن قرب يجعل الرؤية أوضح والسمع أصفى 

فأنت إذا ألصقت شفتيك بالميكرفون وتحدثت فيه خرج صوتك مشوشا غير مفهوم وإذا أبعدته قليلا عن فمك خرج صوتك واضحا أما إذا أبعدته كثيرا جاء صوتك كالفحيح لا يميزه أحد 


فالإنسان فى حاجة إلى رفقاء يبثهم شجونه ويهتم بأمرهم ويهتمون بأمره لكنه يحتاج أيضا إلى أن تكون له ذاته الخاصة التي لا يقترب منها إلا الأصفياء وحدهم والإنسان يحتاج أيضا إلى أن يحسن الظن بالآخرين لكي تستقيم الحياة


 لكنه يحتاج أيضا إلى أن يكون حريصا بعض الشئ فى علاقاته بهم ، فلا يمنح ثقته الكاملة إلا لمن عرفه جيدا وامتحن إخلاصه وصداقته وقيمه الأخلاقية لأن الإسراف فى الشك خطأ يكشف عن سوء طوية الإنسان وفقا لقول الشاعر ( إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ) 






كثيرًا ما تعاملتُ مع أشخاص لا يئنون ولا يشتكون من حياتهم أو ظروفهم الخاصة، ثم سرعان ما عرفتُ بعد اقترابي منهم أنهم حقًا لا يئنون ولكن ليس لأن حياتهم خالية مما يستحق الأنين
 وإنما لأنهم قد تجاوزوا مرحلة البوح والصراخ إلى مرحلة العجز عن الشكوى، أو إلى مرحلة "الصمت.. قوة الانفعال"

 وهي مرحلة متقدمة من مراحل الألم يفقد الإنسان معها حتى القدرة على الكلام والشكوى والبكاء. 
فتعلمتُ هذا الدرس، واستعنتُ به في فهم شخصيات كثيرين يظنهم الغافل سعداء، وهم في الحقيقة "مآس بشرية" تمشي على أقدامها. 


*  أشراقات *


حياة الإنسان من صنع إرادته و أفكاره، و العاجز حقا هو من يهرب من مواجهة ظروفه إلي الإحباط و اليأس من أي أمل في احتمال تغير الأوضاع إلي الأفضل ذات يوم

الصداقة الحقيقية لابد أن تتضمن قدراً من الإعجاب المتبادل بين الصديقين ..كل منهما بشخصية الآخر وقدراته , فإذا خلت منه , فإنها لا تكون أبداً صداقة حقيقية أو عميقة 

عبد الوهاب مطاوع