الأحد، 7 يونيو 2015

قصص النجاح


إن النجاح لايحتاج إلى أقدام بل إلى إقدام

من تجارب الحياة 

يحرص العقاب أحد الطيور الجارحة على تناول وجبة مفضلة لديه. لا يستسيغها غيره من الطيور. يستمر طويلا حتى ينهش الطيور فرائسهم فيأتي دوره. يترقب فراغهم من وجبتهم ليأتي دوره.



فلا يعبأ العقاب باللحم الذي يمضغه غيره بلذة. فهو ينتظر الطعام الأعظم الذي لا يبالي به أحد {العظام} فهو طعامه الشهي المفضل المملوء بالنخاع والغني بالدهون. الوصول إلى النخاع عملية صعبة ومعقدة. تتطلب أن يطير العقاب بعيدا بعيدا ويرمي العظام حتى تسقط على صخور؛ لتتكسر إلى قطع يسهل عليه تناولها. ولأن العصارة التي في معدة العقاب قوية مثل حمض البطارية تساعده على تحلل العظم في أعماقه.
هذا النخاع يمنح هذا العقاب قوة فريدة تقوي بصره ومخالبه وتجعله أحد أحذق الطيور وأشرسها. تمنح هذه العظام المهملة هذا الطائر طاقة تساعده على الارتفاع إلى مسافات أعلى، والتحليق طويلا.
إن ما يفوز به العقاب قريب جدا من فوز كثير من الناجحين في عالم البشر. فكثير منهم اختار أن يأكل الطعام الذي لا يستسيغه أحد. امتهن الحرف التي نمقتها أو لا نشعر بأهميتها وتأثيرها فحققوا الانتصارات تلو الأخرى.
فمثلا السويدي إينغفار فيودور كامبراد بدأ بائعا متجولا لأعواد الثقاب التي لا يعبأ بها أحد، حتى أصبح اليوم صاحب إمبراطورية "إيكيا" للأثاث التي تتوافر في أكثر من 40 دولة حول العالم.



هناك كثير من المؤثرين في عالمنا بدأوا من مهن وهوايات ووظائف لا يستسيغها كثيرون. بينما نجحوا وصعدوا خطوة خطوة إلى القمة.
الأشياء التي يمتهنها ويهواها الجميع فرص النجاح فيها أقل من غيرها. ابحث عن الشيء الذي لا يشغل الناس ولا يثير اهتمامهم. وتذكر أنك ستصبح من البارعين والمتخصصين فيه وسيملؤك ثقة وفوزا.


يقول العداء الإثيوبي، هايلي جبريسلاسي، كنت أعلم أن السير ظهرا حافي القدمين وتحت شمس حارقة لعشرات الكيلومترات أمر مرهق، لكن كنت أعلم أنه سيوصلني إلى شيء جميل وساحر.
وفعلا وصل هايلي إلى أكثر مما يريد. أحرز أربع ذهبيات عالمية ولقبين ذهبيين أولمبيين جعلوا منه أسطورة عالمية.
تذكر أن الدواء الذي لا تطيقه هو الذي يشفيك ويعافيك بعد الله.
عبدالله المغلوث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق