الجمعة، 20 مايو 2016

العصفور الصغير

قصة وعبرة 

كان هناك عصفور صغير 
سقط في حفرة عميقة ضيقة في الأرض
و حاول كثيرون إنقاذ هذا العصفور.
بعضهم قال نمد له خيطاً 
و نلف الخيط حول عنقه و نسحبه
و لكن لو فعلوا لأختنق العصفور و مات.

و بعضهم قال نلقي للعصفور بشريط من الورق الطويل
و نضع على الورق صمغاً يلتصق بالعصفور و نجذبه إلي أعلى.
و بعض الناس أخذ يدعو الله أن يحقق المعجزة و يُنقذ العصفور
و بعض الناس أدرك أن العصفور ميت لا محالة
فأخذ يبكي عليه ثم انصرف إلى عمله.





و جاء طفل صغير و لابد أنه فكر في كل هذه الاحتمالات
و إن لم يظهر عليه ذلك و فكر كثيرا وبتروي
و اهتدى إلى حل هذا الحل هو نوع من المعجزة
حيث جاء الطفل بزجاجة من الرمل الناعم
و ظل يلقي الرمل بخفة و قليلاً . قليلا و على مهل و بصبر.

فكان الرمل يهبط إلى قاع الحفرة الضيقة
فيتحرك فوقه العصفور و بعد ساعات
ارتفع الرمل تحت قدمي العصفور
فارتفع العصفور نفسه
و امتدت يد الطفل و أنقذت العصفور
فالطفل بصبر و رفق 
رفع الأرض
من تحت قدمي العصفورفارتفع العصفور.




و هكذا نحن البشر.
تأتي علينا فترات نظن فيها أننا سقطنا و ابتعدنا
و يسارع الآخرون بالتدخل لإصلاح حياتنا كما يتخيل البعض
فمساعدة البعض منهم تسبب لنا الاختناق أحياناً.
و البعض الآخر يقدمون حلول واهية
و البعض يتضرع إلى الله راجين منه أن يغير حالنا بمعجزة من السماء
و البعض يرثي لحالك لبعض الوقت.
ثم يمضي في طريقه غير مهتم
و لكن هناك من يأخذ بيدك بصبرو على مهل

 و بكل الحب لكي يرتقي بك درجة درجة
فهؤلاء هم أحبائكو هؤلاء هم رفقاء دربك.
فألتصق بهم و بادلهم الحب.
و أشبك أياديك مع أياديهم
لترتقي معهم و بهمو بكل الحب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق