الجمعة، 13 يونيو 2014

لا تلتفت لما يقولونه عنك


هل سمعت من قبل عن قاعدة (18ـ 40 ـ 60)

هذه القاعدة ببساطة تخبرك بشي هام جدا، وهو أنك وفي سن الثامنة عشرة تكون مهتما للغاية برأي الناس فيك، ومنتبها لما يقولونه عنك، وقلقا بخصوص ما يشعرون به تجاهك، وعندما تبلغ سن الأربعين تصبح غير مهتم البتة بما يقوله الناس عنك، غير آبه بآرائهم فيك، ولا يقلقك ثناؤهم أو نقدهم، بينما وأنت في الستين تدرك الحقيقة الغائبة وهي أنه لا أحد في الحياة كان مهتما بك للدرجة التي كنت تظنها طيلة حياتك!



إننا كثيرا ما نعطي لرأي الآخرين أكثر مما يستحق، ونزن أفعالنا بانطباعاتهم، وأنى للناس أن يعايشوا ويتفهموا ما نحن بصدد المضي فيه وتحقيقه؟!

لو فتشنا في قلوب الناس لوجدنا العجب العجاب، فمنهم من برئت نفسه من الأثرة والأنانية فأحبك وتمنى لك التوفيق، ومنهم من أغاظه نجاحك وتفوقك وينتظر لك السقطة كي يتشفى فيك، وهناك من لا يرتاح لمرآك، وآخرون يطربهم سماع صوتك، فهل سترهن حياتك بما يبنيه الناس عنك، سواء سلبا أو إيجابا؟!

أبدا ليس هذا بالأمر الرشيد.

ولكن الخير أن تستمع لما يقال لك، تتأمل في كل نصح أو نقد أو توجيه، تفكر فيه جيدا، تُعمل فيه عقلك، فإذا عزمت فلا يثنينك كلام أحد، ولا ينال منك تثبيط القاعدين.

لو استمع النبي  لمن اتهموه بالجنون لما انتشر الإسلام، ولو قعد حزينا بسبب من حملوه وزر من ترك دينه وخاصم أهله ما كنا مسلمين، ولو توقف الحبيب  ليرد على من قال إنه شاعر ينظم الشعر ويوهم الجهلاء أنه كلام رب العالمين، لانتهت حياته  وما فعل شيئا.

لكنه علّمنا  أن ننطلق متمسكين بثبات عقيدتنا، ورسوخ قيمنا ومبادئنا، ولا نستمع لقول من لا يعلم.

يكون الأمر أكثر إلزاما إذا كنت من أصحاب الأحلام الكبيرة العظيمة، المستعصية على أفهام البسطاء العاديين، فنسبة المقاومة والتثبيط ستكون عالية مرتفعة، وكلٌ يظن أنه يُخلص لك الكلام والنصح.

إن استقلاليتك العقلية، وتحررك من سيطرة الناس أمر بالغ الأهمية في تحقيق أحلامك وأمانيك، ولن يتأتى هذا إلا إذا كانت معتقداتك وأفكارك، ومن ثم أحلامك، مبنية على أسس سليمة راسخة متينة، تعطيك ترياقا ضد حملات التشكيك والاستهزاء والنقد الآتي من الآخرين.


بقعة ضوء: السبيل للارتقاء هو أن تطور نفسك بكل السبل الممكنة، ولا تشكو ممن يعمل على منعك من هذا الارتقاء، فقط انظر للأمام.
"إبراهام لينكولن"



كريم الشاذلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق