السبت، 20 ديسمبر 2014

دروب المحبة

كان لحامل ماء في بلاد الهند جرتان كبيرتان معلقتان على طََرفي عصا يحملها على رقبته ، وكانت إحدى الجرتين مشققة بينما الأخرى سليمة تعطي نصيبها من الماء كاملا بعد نهاية مشوار طويل من النبع إلى البيت

 كانت الجرة المشققة دائما ما تصل في نصف عبوتها إستمر هذا الحال يومياً لمدة عامين ، وكانت الجرة السليمة فخورة بإنجازاتها التي صُنعت من أجلها وقد كانت الجرة المشققة خَجِلة من عِلتها وتعيسة لأنها تؤدي فقط نصف ما يجب أن تؤديه من مهمة



 وبعد مرورعامين من إحساسها بالفشل الذريع خاطبت حامل الماء عند النبع قائلة  أنا خجلة من نفسي وأود الإعتذار منك إذ أني كنت أعطي نصف حمولتي بسبب الشق الموجود في جنبي والذي يسبب تسرب الماء طيلة الطريق إلى منزلك ونتيجة للعيوب الموجودة فيّ تقوم بكل العمل ولا تحصل على حجم جهدك كاملا 

شعر حامل الماء بالأسى حيال الجرة المشقوقة وقال في غمرة شفقته عليها  عندما نعود إلى منزل السيد أرجو أن تلاحظي تلك الأزهار الجميلة على طول الممر

  وعند صعودهما الجبل لاحظت الجرة المشقوقة بالفعل أن الشمس تأتي من خلال تلك الأزهار البرية على جانب الممر ، وقد أثلج ذلك صدرها بعض الشيئ ولكنها شعرت بالأسى عند نهاية الطريق حيث أنها سربت نصف حمولتها واعتذرت مرة أخرى إلى حامل الماء عن إخفاقها والذي قال بدوره ” هل لاحظت وجود الأزهار فقط في جانبك من الممر وليس في جانب الجرة الأخرى ؟ ذلك لأني كنت أعرف دائما عن صدعك وقد زرعت بذور الأزهار في جهتك من الممر وعند رجوعي يوميا من النبع كُنتِ تعملين على سقيها ولمدة عامين كنت أقطف هذه الأزهار الجميلة لتزيين المائدة ، ولو لم تَكوني كما كُنتِ لما كان هنالك جمال يُزيِّن هذا المنزل 

كلنا مثل هذه الجرة لدينا شقوق وعيوب فليتقبل كل منا الآخر ويجعل من شقوقه وعيوبه دروباً مليئةً بالأزهار

إشراقة
سامح غيرك واعلم أن لكل شخص عيوبه فتقبل عيوب غيرك حتى يتقبلك الآخرون .. وانتبه لما ترسله لأنه سيعود إليك مرة أخرى وبقوة فإذا أرسلت حبًا سيعود إليك حبًا..وإذا أرسلت غضبًا سيعود إليك غضبًا.


https://www.facebook.com/readpages

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق