الجمعة، 31 مايو 2013

لا تعش في جلباب أبيك!



أكثر من 97% من أهل الأرض لا يعيشون أحلامهم، بل أحلام أشخاص آخرين..!

ـ محمد التحق بكلية الهندسة لأن والده يريد أن يراه مهندسا!

ـ علي تزوج من الفتاة التي أحضرتها له أمه، ورأت أنها الأقدر على إسعاده.

ـ مازن قرر العمل في المبيعات رغم كونه لا يحبها، نظرا لأنها المتاحة أمامه وهو قد مل من أخذ مصروفه من أبيه وقارب أن يتم عامه الخامس بعد العشرين.


أكثر الأسئلة التي تصلني على بريدي الإليكتروني طلبا للاستشارة هي: (لا أعرف ما الذي أريد تحقيقه في هذه الحياة!)

وبرغم غرابة السؤال، إلا أن الناظر في حياتنا يرى أنه السؤال الأكثر منطقية في أيامنا هذه، فالشاب الذي عاش حياته مُسيّرا إلى أن بلغ حد الرجولة، كيف تتوقع منه أن يعلم أين يمضي ومتى يمضي والأهم كيف يمضي!

إن الأوامر التي تلقاها في حياته لم تترك له مجالا لتحديد مصيره.

ودائما ما أبدأ حديثي مع هؤلاء قائلا: عش أحلامك.. واخلع جلباب أبيك! 
وعندما يسألني أحدهم كيف أعيش أحلامي؟ أخبره بأول شيئين يجب أن يعلمهما جيدا، أن يعرف أولا ما هو الحلم الذي يود تحقيقه، بعدها عليه أن يحترم هذا الحلم، حينها سيصبح أمر تحقيق هدفه وحلمه (مسألة وقت).
                                                       

                                                       
اختر حلمك، وهدفك، وطموحك، حسبما ترى وتؤمن، إنها حياتك أنت، وأبسط واجب منك تجاهها أن تحياها كما تريد، وتدفع ثمن هذا الاختيار.

من الآن فصاعدا لا يجب أن تنظر لأبيك بطرف عينك، لترى هل رضي أم رفض قبل أن تعلن رأيك، احذف من قاموسك الإجابة المميتة: (أي شيء) إذا ما سألك أحدهم عما تريده، ولا ترضَ بالقليل، ليكن لك رأي في كل شيء، خاصة فيما يتعلق بحياتك ومستقبلك، أعلن رأيك بقوة وجرأة وشجاعة، لا غضاضة في أن تناقش هذا الرأي، وتصحح ما قد يشوبه من خلل أو خطأ، لكن في الأخير لا يجب أن تتنازل عن حقك في تحديد مصيرك وحياتك، وصدقني: إن متعة الخطأ في اختيارك الحر، تفوق سعادة الصواب فيما تم اختياره لك!

هيا أحضر ورقة وقلما ودوِّن أهم 25 شيئا تود تحقيقهم في الحياة، هل ستكتب في صدر القائمة سيارة BMW وفيلا تطل على البحر الأحمر، لا عليك ستجد أنك قد كتبت أيضا أريد أن أصبح زوجا رائعا، وشخصا مؤثرا، وأن يكون لوجودي معنى في الحياة.

ضع هذه الورقة أمامك، تأملها بعمق، ثم ابدأ في تصعيد أكثر هذه الأسباب أولوية ليكون على القمة، ضع الأسباب التي جعلت من هذه الأهداف ذات أهمية وأولوية لديك. 
الآن قم بما يجب عليك القيام به، مثلا.. هل على رأس قائمتك الحصول على شهادة علمية؟ الآن قم بجمع المعلومات المناسبة عن كيفية الحصول عليها، ضع خطة زمنية، ابدأ في الخطوة الأولى الآن.

المهم أنك قبل أن تخطو ستكون قد فكرت، وقررت بناء على قناعة داخلية قوية، وإيمان حقيقي.

وأؤكد لك أن العالم بأسره سيفسح لك الطريق، وبأن الشمس ستنير دربك بضوئها، وستغني لك الطيور أنشودة النصر، ولم لا؟.. وأنت واحد من القلائل الذين شقوا طريقهم باختيارهم.

وليس في الأمر ثمة تفاؤل مبالغ فيه، أو مثالية مفرطة، فما أود منك فعله أن تكون صاحب رأي وموقف، وألا تفعل –فقط- ما تمليه عليك الظروف، أو يدفعك إليه أبواك أو المجتمع.

للأسف أعرف من الأشخاص من لا يملك القدرة على اختيار ملابسه، فأهله أو أصدقاؤه هم من يشيرون عليه بما يصلح وما لا يصلح!

وهيهات لمن لا يستطيع اختيار حذاء أن يختار الطريق الذي سيسلكه..!

ممتعة هي الحياة لمن عاشها بإرادته، وأملى عليها شروطه، وألقى لها بقائمة مطالبه!
                                                         
 والخلاصة: لا تعش أحلام شخص آخر، ولا تسمح لأحد أن يختار لك طريقك، أو يملي عليك ما يجب عمله، لتكن حياتك قائمة على ما تريده وتقرره، ولا ترضى أبدا بالقليل من الطموح، نل من الحياة ما تريد بقوة..وإصرار.


كريم الشاذلي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق