الخميس، 29 يناير 2015

" لئن شكرتم لأزيدنكم "

" لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ "
لئن شكرتم فأطعتموني بالشكرلأزيدنكم من أسباب الشكر ما يعينكم عليه 
 الشكر سبب لزيادة النعم، ودفع النقم، واستجلاب البركات


عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
 إِنَّ ثَلَاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَبْرَصَ، وَأَقْرَعَ، وَأَعْمَى، بَدَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا، فَأَتَى الْأَبْرَصَ، فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ، قَالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ فَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا، فَقَالَ: أَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْإِبِلُ أَوْ قَالَ: الْبَقَرُ، هُوَ شَكَّ فِي ذَلِكَ إِنَّ الْأَبْرَصَ وَالْأَقْرَعَ قَالَ أَحَدُهُمَا: الْإِبِلُ، وَقَالَ الْآخَرُ: الْبَقَرُ؛ فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ، فَقَالَ: يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا، وَأَتَى الْأَقْرَعَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: شَعَرٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ، قَالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ وَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا، قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْبَقَرُ. قَالَ: فَأَعْطَاهُ بَقَرَةً حَامِلًا، وَقَالَ: يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا، وَأَتَى الْأَعْمَى، فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: يَرُدُّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي فَأُبْصِرُ بِهِ النَّاسَ، قَالَ: فَمَسَحَهُ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ، قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْغَنَمُ، فَأَعْطَاهُ شَاةً وَالِدًا، فَأُنْتِجَ هَذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا، فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنْ إِبِلٍ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ بَقَرٍ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ غَنَمٍ، ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الْأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ، تَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي، فَلَا بَلَاغَ الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ بَعِيرًا؛ أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ فِي سَفَرِي، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ الْحُقُوقَ كَثِيرَةٌ، فَقَالَ لَهُ: كَأَنِّي أَعْرِفُكَ؛ أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ، فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ اللَّهُ، فَقَالَ: لَقَدْ وَرِثْتُ لِكَابِرٍ عَنْ كَابِرٍ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ، وَأَتَى الْأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا، فَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَيْهِ هَذَا، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ، وَأَتَى الْأَعْمَى فِي صُورَتِهِ فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ، وَابْنُ سَبِيلٍ، وَتَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي، فَلَا بَلَاغَ الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَرِي، فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ بَصَرِي، وَفَقِيرًا فَقَدْ أَغْنَانِي، فَخُذْ مَا شِئْتَ، فَوَاللَّهِ لَا أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ بِشَيْءٍ أَخَذْتَهُ لِلَّهِ، فَقَالَ: أَمْسِكْ مَالَكَ؛ فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ فَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ، وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ

المصدر:: صحيح البخاري، برقم: (3464)، وصحيح مسلم، ح: ( 2964).



"وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ "
معنى الآية: إن الله أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتحدث بنعم الله ، فيشكر الله قولا كما يشكره عملا، فالتحدث بالنعم كأن يقول المسلم : إننا بخير والحمد لله ، وعندنا خير كثير ، وعندنا نعم كثيرة ، نشكر الله على ذلك (تفسير بن باز)
https://www.facebook.com/readpages

الأربعاء، 28 يناير 2015

اعرف نفسك من صفاتك

ثماني صفات خاصة بالإنسان وملازمة له




«مجادل، ضعيف، شحيح، هلوع، عجول، كادح، جحود، طغيان» كثيرا ما نرى هذه الصفات في الناس ولكن ما حقيقة هذه الصفات؟ ولماذا وصف الله الإنسان بهذه الصفات؟ وهل هي موجودة في كل انسان؟ وقبل أن نجيب عن هذه الأسئلة نريد أن نوضح معنى كل صفة.

الصفة الأولى: قال تعالى: (وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا) فالإنسان أكثر مخلوق يجادل لأن الله زوده بقدرات فكرية تمده بالحيل،فهو يراوغ ويخادع ويتحايل، وعلى الرغم من كثرة جداله لكنه يستطيع أن يهذب نفسه بأن يلزمها الحق والعدل لو أراد.

الصفة الثانية: قال تعالى:(وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا) فالإنسان ضعيف وإن تفنن في إظهار قوته، فجرثومة صغيرة تجعله يتقلب في الفراش طوال الليل، وإبرة صغيرة تسقطه ميتا، ونظرة حلوة تملك قلبه فتأسره وتوقف تفكيره، وشهوة تذله، وإذا جاع توتر، وإذا مسه الشر تذمر، وإذا نقص غذاؤه ضعفت حركته وتوقف تفكيره.

الصفة الثالثة: قال تعالى: (كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ ) فالإنسان يميل للطغيان وهو تجاوز الحق والعدل، ويميل للطغيان في حالة زيادة ماله أو زيادة قوته وأتباعه أو حصوله على منصب كبير، ويعالج هذا الطغيان بأن تكون علاقته بربه قوية ليستمد منه القوة والعزة.

 الصفة الرابعة: قال الله تعالى: (قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا )، فالأصل في الإنسان أن يكون قتورا، والقتر: هو البخل ولهذا الإنسان يحب أن يجمع أكثر مما ينفق، ويدخر لمئات السنين، ومع ذلك يقتر على نفسه وأهله وعياله.

 الصفة الخامسة: قال تعالى: (إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًاإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًاوَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا.)، فالإنسان الهلوع هو الذي يخاف إذا مسه الشر ويمنع ويكون بخيلا إذا مسه الخير، وذلك بسبب حبه لنفسه وحب ما يمتعه، وإذا شعر بأن ما يحبه مهدد بالخطر أو للزوال يصيبه الخوف والحذر الشديد ويضطرب ويتوتر، ثم بين لنا القرآن كيف نتجاوز شعور الخوف وقت الشر وقرار المنع وقت الخير بصفات ثمانية لو تحلى بها المسلم لاستطاع أن يتغلب على هذه الصفة السلبية وهي: (إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم، والذين يصدقون بيوم الدين، والذين هم من عذاب ربهم مشفقون إن عذاب ربهم غير مأمون، والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون، والذين هم لأمانتهم وعهدهم راعون، والذين هم بشهاداتهم قائمون، والذين هم على صلاتهم يحافظون أولئك في جنات مكرمون).

 الصفة السادسة: قال تعالى: (وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا) فالأصل في الإنسان أنه عجول ويحب استعجال الأشياء قبل أوانها، ومن شدة عجلته يستعجل أحيانا في أشياء تضره بسبب عدم صبره عليها، ولهذا يفضل عند عمل مهمة أو طلب شيء من الله أن يقول مع الطلب «اللهم إن كان في هذا العمل خير لي في ديني ودنياي وآخرتي فيسره لي، وإن كان فيه شر لي فاصرفه عني».

 الصفة السابعة: قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ)، 
فالإنسان كادح ومعنى الكدح: هو العمل والسعي بمشقة، فحياة 
الإنسان كلها تعب ومشقة، حتى لو كان مليونيرا ووظف كل ما يملك 
لخدمته وراحته فإنه سيشعر بالتعب، فالدنيا كلها كبد أي تعب كما 
وصفها الله (لقد خلقنا الإنسان في كبد) ولا توجد راحة إلا في الجنة.


 الصفة الثامنة: ان الإنسان جحود كنود كفور، قال تعالى: ( وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نـزعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ) فالإنسان له عدة مواقف تجاه المصائب والنعم حسب معتقده وقيمه، فلو أذاقه الله رحمة ثم نزعها منه يكون الإنسان كفورا.

فهذه ثماني صفات خاصة بالإنسان وملازمة له، ومن يرغب في التوسع فيها فقد ذكرها الشيخ عبدالرحمن حبنكة رحمه الله في كتابه القيم (الأخلاق الإسلامية وأسسها)، وإن هذه الصفات الثماني فطرها الله في الإنسان، وهي موجودة بكل إنسان وعليه أن يقاومها ويجاهدها فيحسن التعامل معها ويحول هذه الصفات السلبية لصفات إيجابية، وهذا التحول يحتاج لإرادة وعزيمة وتوكل على الله مع العمل على تهذيب النفس وتربيتها.

إن معرفتنا بحقيقتنا وصفاتنا التي فطرنا الله عليها تجعلنا نحسن التعامل مع ذواتنا ويكون لدينا الوعي بأنفسنا، كما أن المعرفة بحقيقة النفس وخفاياها تساعدنا في حسن التعامل مع الناس ومع أهلنا وأولادنا، فالله هو الذي خلقنا وهو أعرف بنا من أنفسنا، وقد علمنا حقيقة أنفسنا لنحسن التعامل معها،

 فكثرة الجدال علاجها بأن نجادل بالحق وبالتي هي أحسن، وضعف الإنسان يعالج بتقوية العلاقة بالله، وطغيان الإنسان يعالج بتذكر حقيقة النعم والمنعم، وبخل الإنسان يعالج بمعرفة حقوق الناس المالية والالتزام بها، وهلع الإنسان يعالج بثمانية أمور ذكرناها، وعجلة الإنسان تعالج بالحلم، وكدح الإنسان يعالج بأن يكون كدحه في الخير، ويأس الإنسان وجحوده يعالج بالتعرف على الله تعالى وأنه هو المنعم على البشر، ولو تأملنا أطفالنا الصغار لوجدنا فيهم هذه الصفات الثمانية التي ذكرناها ولهذا لابد من مراقبتها ومحاولة تهذيبها وتقويمها والله الموفق.



جاسم المطوع 

الثلاثاء، 27 يناير 2015

رغيف الأحدب

يحكى أنه كان هناك امرأة تصنع الخبز لأسرتها كل يوم وكانت 
يوميا تصنع رغيف خبز إضافيا لأي عابر سبيل جائع  وتضعه
 على شرفة النافذة لأي فقير يمر ليأخذه.
وفي كل يوم يمر رجل فقير أحدب ويأخذ الرغيف وبدلا من إظهار 
امتنانه لأهل البيت كان يدمدم بالقول ” الشر الذي تقدمه
يبقى معك والخير الذي تقدمه يعود إليك!” ..كل يوم
كان الأحدب يمر فيه ويأخذ رغيف الخبز ويدمدم بنفس الكلمات 
 الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!


بدأت المرأة بالشعور بالضيق من الأحدب لعدم إظهار الرجل للعرفان 
بالجميل والمعروف الذي تصنعه، وأخذت تحدث نفسها قائلة:“كل 
يوم يمر هذا الأحدب ويردد جملته الغامضة وينصرف، ترى ماذا يقصد؟”
في يوم ما أضمرت في نفسها أمرا وقررت ” سوف أتخلص من هذا 
الأحدب!” ، فقامت بإضافة بعض السمّ إلى رغيف الخبز الذي 
صنعته له وكانت على وشك وضعه على النافذة ، لكن بدأت يداها 
في الارتجاف ” ما هذا الذي أفعله؟!”.. قالت لنفسها فورا 
وهي تلقي بالرغيف ليحترق في النار، ثم قامت بصنع رغيف خبز 
آخر ووضعته على النافذة.
وكما هي العادة جاء الأحدب واخذ الرغيف وهو يدمدم ” الشر 
الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!” 
وانصرف إلى سبيله وهو غير مدرك للصراع المستعر في عقل المرأة.
كل يوم كانت المرأة تصنع فيه الخبز كانت تصلي وتدعو لابنها الذي غاب
 بعيدا وطويلا بحثا عن مستقبله ولسنوات عديدةو لم تصلها أي أنباء عنه
 أن يكون بخير ويعود لها سالما.

في ذلك اليوم الذي تخلصت فيه من رغيف الخبز المسموم دق باب 
البيت مساء وحينما فتحته وجدت – لدهشتها – ابنها واقفا 
بالباب!! كان شاحبا متعبا وملابسه شبه ممزقة، وكان جائعا 
ومرهقا وبمجرد رؤيته لأمه قال ” إنها لمعجزة وجودي هنا، 
على مسافة أميال من هنا كنت مجهدا ومتعبا وأشعر بالإعياء 
لدرجة الانهيار في الطريق وكدت أن أموت لولا مرور رجل أحدب 
بي رجوته أن يعطيني أي طعام معه، وكان الرجل طيبا بالقدر 
الذي أعطاني فيه رغيف خبز كامل لأكله!! وأثناء إعطاءه لي 
قال أن هذا هو طعامه كل يوم واليوم سيعطيه لي لأن حاجتي 
اكبر كثيرا من حاجته”
بمجرد أن سمعت الأم هذا الكلام شحبت وظهر الرعب على وجهها 
واتكأت على الباب وتذكرت الرغيف المسموم الذي صنعته اليوم 
صباحا!!لو لم تقم بالتخلص منه في النار لكان ولدها هو الذي 
أكله ولكان قد فقد حياته! 



لحظتها أدركت معنى كلام الأحدب
  الشر الذي تقدمه يبقى معك والخير الذي تقدمه يعود إليك!
فافعل الخير ولا تتوقف عن فعله حتى ولو لم يتم تقديره وقتها
لأنه في يوم من الأيام سيكافئك الله عما فعلت سواء في دنياك 

الاثنين، 26 يناير 2015

أشياء لا تشترى



هناك عشرة أشياء لا نستطيع شراءها بالمال ويستوي فيها الفقير والغنى :



 الصديق الوفي ، فليس كل صديق مخلصا ووفيا فقد يصادقك من يطلب ودك أو يتقرب إليك لمصلحة مال أو جاه أو عائلة ، وقد تشتري بمالك أصدقاءك ولكن إذا ذهب مالك ذهب عنك أصدقاؤك.

 عاطفة صادقة ومحبة مخلصة ، وهذه من أصعب الأمور في العلاقات الاجتماعية بين الناس ولو تحققت بينك وبين أهلك وأقربائك وأصدقائك فإنك ستكون غنيا بهم وسعيدا معهم.

 حب نبيك والتعرف إليه والاقتداء بسنته ومحبته فتكون من أحباب النبي الكريم وتحشر في زمرته إن شاء الله وهذه لا تحتاج أن تشتريها .

 احترام الناس وتقديرهم لك بسبب احترامك لهم أو لرقي أخلاقك ولو تحقق لك ذلك فقد يحسدك الناس عليها لأن الناس تشتري احترام الناس لها بالمال ، فإذا استطعت أن تحققها بغير مال فأنت في خير ونعمة عظيمة وكل ذو نعمة محسود.

 صحة دائمة وهذه أمنية كل إنسان أن يحيا بصحة دائمة وعطاء مستمر ، وأذكر ذات يوم أن رجلا قال لي أنا مستعد أن أعطيك ما تريد على أن تبعد عني التوتر والأرق ليلا وأن أغمض عيني وأنام فقلت له : حافظ علي مليونك في جيبك وأوصيك بقراءة آية الكرسي والمعوذات وكثرة الأذكارعندها سيطمئن قلبك وتنام بإذن الله .

 استمرار حياتك وعدم هرمك وموتك وهذه أمنية الجميع ، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، وإن كان الطب الحديث اكتشف حقنة بالعضل تعطيك قوة ونشاطا لمدة عشر سنوات ولكن ماذا بعد ذلك !! فكل نفس ذائقة الموت والعمر محدود.

 أن تكون راضيا عن نفسك غير كاره لها وقليل من الناس من يرضى عن ذاته ونفسه وشكله ولكنها لو تحققت فهذه أولى خطوات السعادة والرضى ، وهذه لا تحتاج إلى مال لتشتريها وإنما هي قناعة داخلية محلها النفس.

 اجتماع عائلتك وأهلك حولك وهذه نعمة كبيرة لا تتحقق بالمال وإنما بالمحبة والألفة.

 شعورك بالأمان مع من تتعامل معه سواء كان أهلك أو زوجك أو ولدك أو أصدقائك أو وظيفتك وهذا الشعور الكل يبحث عنه وهو صعب التحقيق ولا يشترى بالمال.

إيمانك بالله تعالى ويقينك ورضى ربك عنك ، فهي عاشرة في كتابة المقال لكنها الأولى بالترتيب وهي الأساس وهذه لا تستطيع شراءها بالمال .

فليس كل غني سعيدا ولا كل فقير شقيا ، وإنما السعادة في داخل النفس لا في خارجها إلا أن وسائل الإعلام وأحاديث الناس تركز على أن السعادة بالمال ومن يملك المال يملك كل شيء ، فقد ذكرنا عشرة أمور جالبة للسعادة ولا تحتاج للمال في كسبها ،

 فقد قال أحد الصالحين : من كان غناه بماله لم يزل فقيراً ، ومن كان غناه في قلبه لم يزل غنياً ، ومن كان غناه بربه فقد قطع عنه اسم الفقر فالمال مطلوب ومرغوب ونحن لا ننكر هذا ولكن لا يكون الإنسان عبدا للمال بل يطوع المال لأهداف نبيلة ،

 فقد قال سعيد بن المسيب رحمه الله : لا خير فيمن لا يحب هذا المال يصل به رحمه ويؤدي به أمانته . فإن كان المال يصرف لزيادة الطاعة فأهلا وسهلا بالمال وأهله .
وقد عرف أحد الزهاد المال تعريفا يختلف عن تعريف الناس ، وهو الزاهد سلمة بن دينار عندما سئل : ما مالك ؟ فقال لدي مالان ، فقيل له ما هما ؟ قال الثقة بما عند الله واليأس مما في أيدي الناس . وهذه نظرة جديدة للمال بالمعنى الإيماني ولهذا يرى الغني من يثق بما عند الله وييأس مما في أيدي الناس . وهذه إضافة جديدة في تعريف الغني.


إن هذه المعاني العشرة التي كتبتها أتمنى أن تعرض على الأصدقاء والأحباب للنقاش والحوار وقد عرضتها قبل كتابة المقال على بعض الأصدقاء وكان حوارا ممتعا ومفيدا ، فأضاف أحد الأصدقاء الشعور بالأمن ، وربما أنتم تضيفون عليها كذلك .

جاسم المطوع 

إشراقة 
ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﻏﺒﺖ ﻋﻨﻬﻢ (ﺗﻔﻘﺪﻭﻙ)
ﻭﺇﺫﺍ ﻏﻔﻠﺖ (ﻧﺒﻬﻮﻙ)
ﻭﺇﺫﺍ ﺩﻋﻮﺍ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ( ﻟﻢ ﻳﻨﺴﻮﻙ)
ﻫﻢ ﻛﺎﻟﻨﺠﻮﻡ : ﺇﺫﺍ ﺿﻠﺖ ﺳﻔﻴﻨﺘﻚ ﻓﻲ ﺑﺤﺮﺍﻟﺤﻴﺎﺓ (ﺃﺭﺷﺪﻭﻙ)
ﻭﻏﺪﺍ ﺗﺤﺖ ﻋﺮﺵ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ( ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻙ)
ﺃﻻ ﻳﻜﻔﻴﻚ ﺃﻧﻬﻢ ﻓﻲ "ﺍﻟﻠﻪ" ( ﺃﺣﺒﻮﻙ )
https://www.facebook.com/readpages

الأحد، 25 يناير 2015

إشراقات من الحياة


تمسّكوا بأحبتكم جيّداً... وعبّروا لهم عن حبكم ، واغفروا زلاتهم
فقد ترحلون أو يرحلون يوماً وفي القَلب لهم حديث وشوق
واحذروا أن تخيطوا جراحكَم قبل تنظيفها من الداخل 
[ناقشوا.. برّروا.. اشرحوا.. اعترفوا]
فالحياة قصيرة جداً، لا تستحق الحقد، ولا الحسد، ولا البُغض، ولا قطع الرحم
غداً سنكون ذكرىَ فقط، والموت لا يستأذن
 ابتسموا، وسامحوا من أساء إليكم.


 نفسك عآلمً عجيب !

يتبدل كل لحظة و يتغير
ولا يستقر على حآل
تحب آلمرء فترآھ ملگاً 
ثم تگرهه فتُبصرھ شيطآنًا !

و مَآ ملكاً كآن قَطٌ ولآ شيطآنًا !
و مَآ تبدّل !
و لگن تبدلت ( حآلة نفسك )


و تگون في مَسرّة 
فـ ترى الدنيآ ضآحگة !
ثم ترآهآ و أنت في گدر .. 
بآكية قد فرغت في سوآد الحدآد !

مآ ضحگت الدنيآ قطّ ولآ بگت !
و لگن كنت أنت :
( الضآحك البآكي )


مسكين جداً أنت :’ 
حين تظن أن الكُره يجعلك أقوى 
وأن الحقد يجعلك اذكى 
وأن القسوة والجفآف هي مآ تجعلك 
إنسانآ محترماً !


تعلم أن تضحك مع من معك 
وأن تشآركه ألمه ومعآناته ‘
عش معه وتعإيش به عش كبيراً
وتعلم أن تحتوي كل من يمر بك 


ولاتصرخ عندما يتأخر صديقك 
ولاتجزع حين تفقد شيئآ يخصك

تذكر أن كل شيء قد كآن في لوحة القدر
قبل أن تكون شخصاً من بين ملآيين البشر ‘


ان غضب صديقك :
اذهب وصآفحه واحتضنه ‘
وان غضبت من صديقك :
افتح له يديك وقلبك ’


ان خسرت شيئآ فتذكر انك قد ربحت أشيآء 
وان فاتك موعد فتذكر انك قد تلحق 
موعداً آخر !


مهما كآن الألم مريراً 
ومهما كآن القآدم مجهولاً 
افتح عينيك للأحلام والطموح فَغداً يوم جديد 
وغداً أنت شخص جديد ‘


لا تحآول أن تجلس وأن تُضحك الاخرين
بسخرية من هذآ الشخص أو ذاك !
فقد تحفر في قلبه جرحاً لن تشعر به 
ولكنه سيعيش به حتى آخر يوم من عمره 
فهل على الدنيا أقبح من أن تنام وأن يناموا 
وصديقك يـأنّ من جرحك ويتوجع من كلمآتك !

ولا تذهب عن شخص تعوّد عليك
كن قلباً ، و روحاً تمر بسلآم على الدنيا  .


علي الطنطاوي