الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

هل يموت الحب فجأة بالسكتة القلبية ؟؟؟



سألتني قارئة مرة .. كيف تفسر انفصال زوجين تزوجا بعد قصة حب ملتهبة


 ثم لم يصمد الحب أكثر من سنوات .. هل يموت الحب فجأة بالسكتة القلبية ؟؟؟





فأجبتها :ليس بالسكتة القلبية وإنما بالجوع العاطفي الطويل 

كما قد يموت الشاب القوي بعد فترة من الضعف والهزال إذا أضرب عن الطعام والماء لعشرة أو عشرين يوما



فالحب كلهيب المدفأة التقليدية

يحتاج لكي يظل يتراقص دائما إلى أن نلقي إليه من حين إلى آخر بقطع جديدة من الخشب

فإذا توقفنا عن ذلك اعتمادا على قوة اللهب وحدها ظل اللهب عاليا إلى أن يستنفذ مخزونه القديم ثم يخفت شيئا فشيئا 

إلى أن ينطفئ ويظل دفئا لفترة ومستعدا لأن يتأجج من جديد إذا استدركنا الأمر ومنحناه دفعة أخرى أما إذا أهملناه للنهاية 
فإنه يفقد دفئه ويصبح رمادا باردا قد يستحيل إشعاله من جديد .







والحب الصادق باستمرار أكثر قدرة على مقاومة هذا المصير

 وأكثر استعدادا لأن يرتفع لهيبه ويتراقص مرة اخرى مع كل بادرة صغيرة تلقى إليه

لهذا فمن واجبنا أن دائما نحرص عليه و ألا نحكم عليه بالإعدام بإهمال مثل هذه الأشياء الصغيرة.











عبد الوهاب مطاوع

الاثنين، 3 سبتمبر 2012

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لايذهب العرف بين الله والناس

اتذكرون وصايا الاعرابية لأبنتها فى ليلة عرسها .. البعض منكم كان مؤيد لها والبعض الاخرعارضها بشدة لذا سنعرض لكم قصة اليوم التي وردت بها الوصايا من بريد الجمعة  للراحل عبد الوهاب مطاوع 



أنا سيدة في الرابعة والثلاثين من العمر أعمل وكيلة مدرسة في إحدي المحافظات‏,‏ تزوجت منذ تسع سنوات من شقيق رئيسي في العمل‏,‏ وتم الزواج بعد فترة خطبة قصيرة لم تزد علي ثلاثة أشهر‏,‏ ولظروف نشأته ورحيل أبيه عن الحياة وهو مازال جنينا في بطن أمه‏,‏ فلقد نشأ زوجي مدللا مشغولا بذاته‏..‏ لكني تقبلت طباعه وأقبلت علي حياتي الزوجية معه بحرارة وتفاؤل وإصرار علي السعادة والاستقرار‏..‏ ومنذ الأيام الأولي للزواج لم تخف عني والدته حلمها بأن يكون لها حفيد واحفاد في أقرب وقت من هذا الابن‏,‏ الذي جاء للحياة بعد رحيل أبيه‏..‏ وشاركتها الرغبة والأمل لكن الشهور مضت دون أية بادرة أمل علي الحمل والإنجاب‏,‏ وقمنا بالدورة المعهودة علي أطباء أمراض النساء والعقم‏,‏ فجاءت النتيجة مخيبة لكل الآمال ولا تدع لي بابا للرجاء في أن أحمل أو أنجب ذات يوم‏.‏

فتجلدت أمام أقداري وتقبلت الصدمة بشجاعة وطلبت من زوجي أن يتزوج مرة أخري لينجب لنفسه ابنا ولوالدته حفيدا‏,‏ ولم أجد أي غضاضة في ذلك‏,‏ فلقد كنت أعتبر زوجي ابني الذي لم انجبه وأطيعه في كل شيء وأعامله أحسن معاملة وأضع الأكل في فمه كالأطفال‏,‏ وأصر علي أن ألبسه الجورب والحذاء‏,‏ ولهذا لم تحدث بيننا طيلة سنوات الزواج أية مشكلة‏..‏ وكيف تحدث وأنا أنفذ كل أوامره بلا مراجعة وكل طلبات أهله وأرعي الله فيه وفيهم؟

وليس هذا فقط حبا له وإنما أيضا لكيلا أعطي أحدا أية فرصة أو مبررا لطلاقي بسبب عدم الإنجاب‏.‏

وبالفعل لم يكن أحد من أهله يجرح مشاعري بسبب عدم إنجابي‏,‏ وكانوا يعلمون أنني قد أذنت لزوجي بأن يتزوج في أي وقت يقرر فيه ذلك‏,‏ ولهذا مضت أيامنا هادئة وسعيدة بالرغم من كل شئ‏.‏

ثم بدأ زوجي يستعد لزواجه‏,‏ فقام بهدم منزل والدته القديم وأعاد بناءه من جديد‏,‏ وأنا إلي جواره في كل مراحل الهدم والبناء خطوة بخطوة‏,‏ وأساعد بالمال اللازم لإتمام البناء أو دفع بعض الالتزامات المتعلقة بالمنزل الجديد‏.‏

وتحملت مسئولية بيت الزوجية طوال هذه المرحلة وحدي‏,‏ وبمرتبي ولم أسمح لزوجي بأن ينفق قرشا واحدا في البيت لكي يستطيع تلبية احتياجات البناء‏.‏

وعقب انتهاء بناء البيت الجديد قام زوجي بأداء العمرة وانتهزت فرصة سفره وقمت ببعض الاصلاحات في بيت الزوجية وأعدت طلاءه وبعد عودة زوجي من العمرة واقتراب موعد زواجه الجديد‏,‏ فوجئت به يقول لي إنه لا يستطيع أن يكون زوجا لامرأتين‏,‏ وان طبيعته لا تحتمل التمزق بين زوجة أولي وزوجة ثانية‏..‏

وخفق قلبي بشدة وتوقعت أن يقول لي إنه لهذا قد عدل عن فكرة الزواج مرة أخري‏..‏ فإذا به يستكمل حديثه قائلا‏:‏ إنه وبالتالي يريد أن يطلقني لكي يبدأ حياته الجديدة متفرغا لها‏,‏ وبلا أثقال ولا تبعات من الماضي‏!‏

ياربي يطلقني بعد تسع سنوات كنت له طوالها الزوجة المحبة والخادمة المطيعة والشريكة المخلصة في كل شئون الحياة؟

وانفجرت في البكاء‏,‏ وقلت له من شهقاتي‏:‏ ماهو ذنبي لديك لكي تطلقني وقد قبلت بزواجك وساعدتك عليه وشاركتك إعداد البيت الجديد الذي ستتزوج فيه؟
فلم يجبني بشئ وغادر البيت صامتا‏!‏

وبعد خروجه اتصلت بصديق له ورجوته أن يتدخل لدي صديقه ويقنعه بالعدول عن طلاقي‏,‏ وعرفت من هذا الصديق أن زوجي قد تقدم للزواج من سيدة مطلقة لديها طفلة صغيرة‏,‏ وان هذه السيدة قد اشترطت لقبوله شرطا واحدا هو أن يطلق زوجته أولا‏!‏

ووعدني الصديق بأن يبذل كل جهده هو وأصدقاؤه لإقناع زوجي بالعدول عن طلاقي‏,‏ وبعد مشاورات وضغوط طويلة نجحوا في مسعاهم‏,‏ ووافقت السيدة المطلقة علي استمراري مع زوجي بعد زواجها منه‏.‏

وسعدت بذلك كثيرا واتصلت بهذه السيدة لأرحب بها واشكرها علي موقفها‏,‏ فإذا بهذه المكالمة التي لم أرد بها سوي الشكر والترحيب تتحول إلي سلاح ضدي‏,‏ وإذا بها ووالدتها تتصلان بزوجي ويؤكدان عليه ضرورة طلاقي بدعوي أنني قد اهنتهما في التليفون‏!‏

وصدق زوجي هذه الفرية وجاء إلي البيت غاضبا وصفعني بالعبارة القاسية‏:‏ أنت طالق‏!‏

ولأنني أقيم في مدينة بعيدة عن أهلي فلقد اعتصمت بالبيت رافضة مغادرته‏,‏ والأمل المعذب‏..‏ يعذبني احتمال أن يهدأ ويرجع إلي نفسه فيعيدني بعد ساعات أو أيام ـ لكن زوجي سامحه الله توجه في الصباح إلي المحكمة ووثق الطلاق غيابيا وكان أحد شهوده شقيق السيدة التي يعتزم الزواج منها‏,‏ وفي هذه اللحظة فقط سلمت بالخيبة والفشل والهزيمة‏..‏ ورجعت إلي بيت أهلي وتوالت علي المحن ففقدت والدتي واحد أخوتي ـ رحمهما الله ـ في حادث آليم وأدركت أن الله سبحانه وتعالي يختبرني اختبارا شديدا فاعتزمت الصمود للاختبار‏..‏ وسوف أقوم بأداء العمرة هذا العام مع أخي الآخر‏.‏

والحمد لله علي كل حال‏..‏ فلقد أردت أن أروي قصتي لك لتعرف أن في الحياة من يعطون ولا يأخذون ومن قد يخلصون فلا يقابل إخلاصهم إلا بالجحود‏,‏ وهكذا الحياة ياسيدي تتلاعب بنا كيف تشاء وليس علينا سوي الرضا بأقدارنا واحتمال اختبارات الحياة في صبر وإيمان‏,‏ أما زوجي فلقد مضي علي زواجه الآن عام كامل ولم تحمل زوجته بعد‏..‏ وليس يعنيني أن ينجب أو لا ينجب‏,‏ وإنما يعنيني فقط أن أحيا في سلام وان أجد ذات يوم ما تتحدث عنه دائما من جوائز السماء إن شاء الله‏.‏




ولكاتبة هذه الرسالة أقول‏:‏
كثيرون ياسيدتي تستوقفهم هذه المفارقة الغريبة من مفارقات الحياة‏,‏ أن يعطوا بسخاء فلا ينالون إلا القليل‏,‏ أو أن يخلصوا لمن يفاجئهم بالغدر وخيانة العهد‏,‏ أو أن يصدموا بالجحود والنكران‏,‏ حيث كانوا يتوقعون أن يقلدهم الآخرون قلائد الوفاء والعرفان‏..‏

إنها مفارقة مؤلمة بالفعل‏..‏ وقد تبدو للبعض مثيرة للاحباط‏,‏ ومحرضة للإنسان علي التوقف عن العطاء للآخرين مادام لا يلقي منهم في النهاية إلا جزاء سنمار

لكن تأمل الحقيقة مليا يقنعنا علي الناحية الأخري بغير ذلك‏,‏ ذلك أن المرء لايقدم عطاء ولا خيرا لأحد إلا وينال في الآجلة أو في العاجلة جزاءه العادل عنه‏,‏ وكل مافي الأمر أن البعض يرون رأي العين ثمرة عطائهم في المدي القريب‏,‏ والبعض الآخر يترقبها ويتوقع أن تجيئه في خير مؤجل إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة التي كنتم بها توعدون‏.‏

وهو المعني نفسه الذي أشار إليه الشاعر العربي حين قال‏:‏
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لايذهب العرف بين الله والناس

والعرف في هذا المقام هو المعروف والمعني أن من يفعل المعروف لابد أن يلقي جزاءه العادل إن لم يكن من الناس‏,‏ فمن الله سبحانه وتعالي في العاجلة أو الآجلة‏.‏

فضلا عن أن المرء حين يعطي فإنه يستمتع بمتعة العطاء وإحساس الرضا عن النفس بغض النظر عن جمود الآخرين أو وفائهم له‏.‏

وقديما قال الشاعر الأديب جبران خليل جبران‏:‏
إن الأشجار تعطي لتحيا‏..‏
فإن لم تعط عرضت حياتها للخطر‏.‏

وقال أيضا‏:‏ من الناس من يعطون بفرح فيكون فرحهم هذا هو مكافأتهم عن عطائهم‏!‏





فلا تندمي أبدا يا سيدتي علي عطاء قدمته لزوجك السابق‏,‏ ولا خير فعلته لأحد سواء قابله بالعرفان أم بالجحود‏,‏ فالعرف لايذهب بين الله والناس‏..‏ ولابد أن تهبط عليك جوائز السماء التي تستحقينها ذات يوم من الأيام‏,‏ فلقد قدمت الكثير وتحملت الكثير‏,‏ وكدت تنفذي مع زوجك السابق معظم وصايا الإعرابية الشهيرة لابنتها التي تستعد للانتقال إلي بيت زوجها‏.‏

ـ إنك فارقت بيتك الذي منه خرجت‏,‏ وعشك الذي فيه درجت إلي وكر لم تعرفيه‏,‏ وقرين لم تألفيه‏,‏ فكوني له أمة‏,‏ يكن لك عبدا‏,‏ واحفظي خصالا عشرا‏,‏ أما الأولي والثانية‏,‏ فاصحبيه بالقناعة‏,‏ وعاشريه بحسن السمع والطاعة‏,‏ وأما الثالثة والرابعة فالتفقد لموضع عينه وأنفه فلا تقع عينه منك علي قبيح‏,‏ ولا يشم منك إلا اطيب ريح‏,‏ وأما الخامسة والسادسة‏,‏ فالتفقد لوقت منامه وطعامه‏,‏ فإن تواتر الجوع ملهبة‏,‏ وتنغيص النوم مغضبة‏,‏ واما السابعة والثامنة فالاحتراس بما له والارعاء علي حشمه وعياله‏,‏ وملاك الأمر في المال حسن التقدير وفي العيال حسن التدبير‏,‏ وأما التأسعة والعاشرة فلا تعصين له أمرا ولا تفشين له سرا‏,‏ فأنك ان خالفته أوغرت صدره‏,‏ وأن افشيت سره لم تأمني غدره‏,‏ ثم إياك والفرح بين يديه إذا كان مغتما‏,‏ والكآبة بين يديه اذا كان فرحا‏,‏ فإن الخصلة الأولي من التقصير والثانية من التكدير‏,‏ وكوني أشد الناس له إعظاما‏,‏ يكن أشدهم لك إكراما‏,‏ واعلمي انك لا تصلين إلي ما تحبين حتي تؤثري رضاه علي رضاك‏,‏ وهواه علي هواك فيما أحببت وكرهت‏!.‏


نعم لقد نفذت معظم وصايا هذه الأعرابية الحكيمة لابنتها‏,‏ لكن نداء غزيرة الأبوة كان أكثر إلحاحا علي زوجك من كل الوصايا‏,‏ والحق انني أعجب لأمره كيف لم يحفظ لك العهد‏,‏ وقد اغدقت عليه كل هذا العطاء العاطفي والإنساني؟‏.‏

وماذا كان يضيره لو استمررت معه كزوجة حتي ولو تحمل بعض العناء في التمزق بين زوجتين‏,‏ ما دامت زوجته الأولي قد قبلت راضية بزواجه من أخري بهدف الإنجاب‏.‏

وما معني هذا التشدد من جانب زوجته الثانية وإصرارها الشديد علي طلاقه لزوجته قبل أن يبني بها‏,‏ وهي المطلقة ذات الأطفال‏,‏ وليست بكرا غضة الإهاب لم تخبر الحياة ولا الزواج من قبل؟‏.‏

أيا كان الحال فترقبي جوازي الخير الذي قدمته لزوجك طوال تسع سنوات‏..‏ وتأكدي من ان الله سبحانه وتعالي إنما يدخر لك السعادة الحقيقية والأمان في قادم الأيام‏!.‏